الأحد، 10 أبريل 2011

ما معنى الثقافة



الثقافة في تصوري أسلوب للحياة، وهي بهذا الشكل مجموعة القيم التي تحكم حياة مجتمع ما، وهي أسلوب الحياة الذي يسير عليه هذا المجتمعن وهي بالتالي مجموعة المقاييس والمعايير التي يستخدمها هذا المجتمع.
وبهذا المعنى تكون الثقافة أمرا في غاية الأهمية...ذلك أن الثقافة هي القيم، وهي الأسلوب وهي المقاييس التي نميز بها بين الخير والشر والطيب والردئ...وما ينبغي أن يكون وما هو كائن فعلا.
والإنسان هو المخلوق الذي يروعه الفرق بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، وليست حياة النوع افنساني وكفاحه، وبل وليس تاريخ النبوات سوى محاولة لتضييق الفجوة بين الواقع والمثال.
ستقولون لي أنك تتحدث عن الدين لا عن الثقافة..سوف أقول أن الثقافة هي وعاء الدين ولا فرق بينهما عندي إلا في هذا الإطار، إن الفرق بين أبي جهل وأبي بكر هو الفرق بين الثقافتين..ثقافة تأثرت بقيم الجاهلية وتحجرت عليها، وثقافة فتحت عقلها للدين الجديد الذي جاء به رسول الله (ص) إلى الخلق، بل إن الفرق بين مجتمع الجاهلية ومجتمع الإسلام هو الفرق بين نوعين من القيم..وأسلوبين مختلفين للحياة..ومقاييس أو معايير يستخدمها كل مجتمع.
مثلا إن قيمة احترام الإنسان بغض النظر عن لونه أو ثرائه أو أصله أو موقعه في سلم المجتمع هي قيمة إسلامية بالدرجة الأولى.. تقابلها في الجاهلية قيمة احترام الإنسان بسبب مركزه وثرائه وأصله وجاهه وسلطانه ودرجة قربه من شيخ القبيلة أو بعده عنها.
والخير والشر في الجاهلية كانا أمرين نسبيين يخضعان لمشيئة شيخ القبيلة أو لهوى الصفوة الحاكمة، أما الخير والشر في الإسلام فكانا أمرين مطلقين لا يخضعان لمشيئة أحد ولا لهواه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق