السبت، 23 أبريل 2011

موقف حرج


            حدث هذا الموقف الحرج في أحد المقاهي حيث جلس صديقان ليتسامرا معاً و فجاءة يدخل هذا الشاب المدعو مرقص ليعقد صفقة مع صاحب قصتنا و بأجر مدفوع(أن يراقب امرأة تقطن البيت المقابل للقهوة مقابل نصف المبلغ الذى سيدفعه لمرقص الرجل الذى يطلب هذة الخدمة و هو نصف جنيه مصري و بعد التفاوض و النقاش زيد حظ صاحبنا إلى ثلاث أرباع الجنيه)و يمضى مرقص بعد أن أعطى صاحبنا صورة للمرأة المنشودة و بدوره بدأ صاحبنا بلعب نفس الدور مع حسن افندي صديقه (طلب منه أن يراقب هو المرأة من أجله معللا أنه كثير السهو و ليس فطناً كحسنأ أفندي و موضحاً أن المهمة بأجر مدفوع و عندما إعتذر حسن أفندي قائلاً:لا عليك إني سأقوم بها لوجه الله. فغضب صاحبنا قائلاً: لا يا سيدى الفاضل، الشغل شغل لا يوجد شئ اسمه لوجه الله و هل تظن أن وجه الله يرى بلا ثمن؟، ليتفقا فى النهاية أن يدفع له ثمن فنجان القهوة مقابل المراقبة، و يعطيه الصورة التي اعطاها له من قبل مرقص أفندي ليحصل على معلومات دقيقة و لا يتحجج حسن أفندى أنه نسى وصفها، مؤكداً عليه ان يعيد الصورة فى الغد، فابتسم حسن أفندي غير مكترثاً و هو لا يجد سبباً على الاطلاق لاحتفاظه بالصورة، و ما إن رفع الصورة إلى عينيه حتى خارت قواه و فغر فاه و ارتعشت يداه و حين تكلم تكلم بصوت ميت ينشر من قبره: كيف لا أعرفها و هى زوجتى!.


شوقني اسم الرواية و هالني عمق التفكير في الحياة و أفزعني أحياناً أن الكثير مغفلون. المغفل من يتنازل عن مبادئه ليتواكب مع العصر و هو ذاته الذي يعرف حيلة إبليس و لكن يسمح له بالانتصار عليه كل مرة بنفس الطريقة و هذا المغفل يستحق بكل جدارة أن يلتحق بمدرسة المغفلين إن ظن الحب لا ينمو ببطء و أنه يبدأ كبيراً و هو ذاته الذي يرى الفردوس في كأس و غانية و حياة فاسدة و أكثرهم غفلة هذا الذي يطلق أحكامه و سهامه على الناس لمجرد هندام بسيط غير متكلف أو تنقصه الأناقة و هذا الذي يعيش في الوهم و ذاك الذي يبيع الصداقة بأبخس الأثمان و طبعا لا يتفوقون هؤلاء على من يدعي تعدد الأرواح في الجسد الواحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق